ضمن أهم الموضوعات التي يبحث عنها أبنائنا بمراحل التعليم المختلفة موضوع تعبير عن التعاون بالعناصر والأفكار بالاستشهاد أيضا للصف الخامس السادس الابتدائي وأيضا أولى وثانية وثالثة إعدادي ومناسب لثانوي عام أيضا.
مقدمة
التعاون هو السمة التي تتمتع بها المجتمعات المتقدمة والمنفتحة حيث لا يبحث فيها عن الغاية والمصلحة الفردية بل الجماعية، كما أن التعاون هو من أساسيات بناء مجتمع فاضل ترتقي فيه الأخلاق الحميدة وتنصرف عنه الأخلاق المتدنية، لأن التعاون يحتاج إلى نفس تتمتع باللين والمرونة وتقبل الآخرين وينصرف عن الأنانية وحب الذات.
تعريف التعاون
- يقصد بالتعاون هو اجتماع مجموعة من الناس حول مصلحة مشتركة يتم فيها توزيع المهام على حسب القدرة ويقوم كل شخص بأداء المهمة الواجبة عليه التي تخدم مصلحة الجميع قبل مصلحته.
- يقصد به أيضًا أنه تقديم المساعدة للآخرين بما يحتاجون له دون الحصول على أية مقابل أو مبادرتهم بالأذى أو الاستغلال تجاه مساعدتهم.
- يعرف التعاون في المجتمع أنه الفعل المضاد للتنافس حيث لا يقوم أحد الأشخاص بالسعي من أجل التميز على الآخرين بل يساعدون جميعًا من أجل نيل التميز معًا.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن العلم
أنواع التعاون
تتعدد أشكال التعاون في المجتمعات وتختلف من مجتمع لآخر.
ففي المجتمعات الريفية يساعد الفلاحون والمزارعون على قطف الثمار وتجميعها وإيصالها إلى التاجر ولا ينحصر كل مزارع بأرضه بل يقوم بتقديم المساعدة لأقرانه وجيرانه وأقربائه كما أنهم يربون أطفالهم على المساعدة في حصد الأرض ورعاية الأغنام بالإضافة إلى مساعدة الأم في أعمال المنزل.
في المدينة يبدو الأمر مختلفًا فعادة ما يكون التعاون بين أعداد محدودة من الأشخاص كالأنظمة التي تقام بغرض تنظيف الشوارع أو الجمعيات الخيرية التي تهدف لتوزيع الغذاء للمحتاجين، أو الأعمال التعاونية التي تقام بين طلاب المدارس أو الجامعات التي تهدف إلى زرع حب الغير والابتعاد عن الأنانية والتسلط.
تحاول المدارس دائمًا محاولة بناء جيل صالح يحترم الغير ويسعى إلى مساعدته والتعاون معه، فدائمًا ما توضح أهمية مساعدة الكبير واحترامه.
كما أن مساعدة الأهل في أعمال المنزل هي أحد صور التعاون المهمة والتي من الضروري الإشارة إليها.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن الصدق
أهمية التعاون للأفراد
- لا يستطيع الإنسان القيام بكل احتياجاته بنفسه لذلك فهو بحاجة شديدة إلى من يدعمه ويقدم المساعدة له، ولا بد من أن يكون هؤلاء الأشخاص يتمتعون بروح المحبة والتعاون وتمني الخير للآخرين فكل عمل يحتاج إلى التميز لا بد من تعدد الآراء فيه وتعدد المواهب والمساهمات.
- لا يقتصر التعاون على البشر وحسب بل هو فطرة أوجدها الله في جميع مخلوقاته، فها هي النمل تتشارك على جلب مؤنه الشتاء وها هي النحلات تتسابق وتتعاون لجمع الرحيق وصناعة العسل، وكأن كل تلك النشاطات رسالة من الله لنا على أهمية التعاون وأن النجاح والنتائج الرائعة لا تأتي بعمل منفرد أناني، فلو قامت كل نحلة بالعمل لوحدها لما أُنتج العسل، ولو أن كل نملة قامت بجمع الطعام لوحدها أو بحفر بيتها لوحدها لماتت من البرد وقد خلق الله الناس على نفس الفطرة أيضًا فلا يستطيع شخص واحد أن يقوم بجميع متطلباته بنفسه وإلا فإنه سوف يهلك لذلك لا بد من محاربة الأنانية والاعتماد على الآخرين ومساعدتهم والأخذ بنصحهم.
أهمية التعاون للمجتمع
يساعد التعاون على إنجاز المهام بشكل أسرع كما أنه يزرع روح المحبة بين أبناء المجتمع، إن الأعمال التي يتم إنجازها من خلال التعاون تكون مبنية على الحب والإتقان.
فكم من الرائع أن نرى أن الفرد يعاون أخاه في إنجاز المهام التي قد كُلِّف بها، كما أن للتعاون فضل كبير في تقدم المجتمعات والإفساح لها من أجل مواكبة المجتمعات الأخرى.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن النجاح
فوائد التعاون
- يساهم التعاون في زرع المحبة بين أبناء المجتمع كما أن له دور مهم في محاربة الكره والضغينة.
- يساعد التعاون على إيجاد حلول جديدة للمشاكل التي قد تواجه الإنسان لأن التعاون يفسح المجال لتعدد الأفكار ووجهات النظر.
- يعمل التعاون على رقي الأوطان والبلدان كما أن له دور مهم في زيادة ثقافة المجتمع.
- يساعد التعاون على مواجهة مشكلات المجتمع من فقر وبطالة، حيث يساعد الغني الفقير، ويقوم أصحاب الشركات والمؤسسات بتوفير فرص عمل للشباب الناشئة.
- إن للتعاون دور مهم جدًا في المحافظة على نظافة البيئة والمدينة حيث يتعاون الأفراد على تنظيف المدينة وإعادة الحياة والبهجة لها.
- يقلل التعاون من المشاكل المحتملة التي قد تتعرض لها المنشأة من مشاكل بين المدير والموظفين، والموظفين مع بعضهم لأن التعاون يزرع في الإنسان الخضوع والتواضع ويبعده عن الأنانية والصراعات.
التعاون في الإسلام
- يحث الإسلام دائمًا على اتباع الأخلاق الحميدة من أجل الرقي بالإنسان والمجتمع ومن أرقى هذه الأخلاق هو خلق التعاون والمساعدة، حيث يتمتع الإنسان المتعاون بحسن التعامل وطيب المعشر والتواضع وحب الخير للآخرين وقد شبه رسول الله صل الله عليه وسلم المتعاونين بقوله (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم.
- كما أن رسول الله دائمًا ما كان ينبّه على عدم تكلفة العامل أو الخادم فوق طاقته بل يجب مساعدته وتقديم العون له وفي ذلك إشارة منه على التحلي بخلق التواضع والتعاون ومد يد العون لكل محتاج وقد وضح ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تكلّفوهم ما يغلبهم فإن كلّفتموهم فأعينوهم) متفق عليه.
- وضح الإسلام على نوع التعاون المطلوب فالتعاون لا يكون إلا في الأمور المشروعة والتي قد أحلها الله أما التعاون في الأمور المحرمة فهذا إثم وسيحاسب فاعلها عليها، وقد وضح الله ذلك في قوله ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
- التعاون هو خلق الأنبياء والصحابة والمؤمنين وقد شبه رسول الله تعاون المؤمنين بالجسد الواحد فقد قال عليه السلام ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
- وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل التعاون وأجر الشخص الذي يقدم الخير والعون للآخرين بقوله (كان الله في عون العبد ما كان الله في عون أخيه) رواه مسلم، وقد قال رسول الله أيضاً ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) رواه البخاري، وفي ذلك إشارة منه على أن العبد الذي يساعد ويساند أخيه سيجازيه الله بتيسير أموره وحياته.
- وقد كان رسول الله يوصي الصحابة بالتعاون بقوله صلى الله عليه وسلم (من كان فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)
خاتمة
أخيرًا، لقد ذكرنا في هذا المقال أنواع التعاون وفضله على الفرد والمجتمع وأهميته وقد أوضحنا رأي الإسلام فيه.
ويجب أن نعلم أن التعاون فعل عظيم يمارسه الأشخاص الأنقياء الذين لا يحملون في قلوبهم شيء من الكبر أو الأنانية.
بل يتمتعون بالتواضع وحب الغير ويعلمون أن كل ذلك سيعود بالخير والتيسير لهم في حياتهم.
