ضمن المقالات الهامة التي قد يطلبها من التلاميذ معلمي اللغة العربية، موضوع تعبير عن التنمر واحترام الآخرين بالمقدمة والخاتمة بالعناصر والأفكار لطلبة وطالبات الصف الخامس السادس الابتدائي وطلبة الصف الأول الثاني الثالث الإعدادي وأيضا الثانوي.
مقدمة
التنمر هي كلمة حديثة دخلت إلى مجتمعاتنا وتعني لغةً السخرية والاستهزاء من الآخر، هي من أسوء الظواهر المنتشرة في مجتمعاتنا اليوم فهي خُلق دنيء وسيء يزيد الكره والبغض بين الآخرين وينشر الحقد والبغضاء.
كما أن التنمر هي من التكبر والتعالي والإحساس بوجود نقص في الآخرين، كما أنه يفقد الأشخاص الثقة بنفسهم ويشعرهم بالضعف والعجز، ويشمل التنمر كل استهزاء بالآخر إن كان على مستوى الأخلاقي أو الجمالي أو المالي أو العلمي وغيرها الكثير.
وقد أصبح التنمر عادة مجتمعية لظنهم أنها تجلب الضحك والسعادة وقد أصبح المتنمر يعتبر نفسه محط أنظار الجميع لأنه يلفتهم بقدرته على جرح غيره والاستهزاء به.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن المولد النبوي
أشكال التنمر
- التنمر الجسدي: لقد اعتادت مجتمعاتنا على ظلم الضعيف والتقوي عليه فعادةً ما تقوم مجموعة من الأقوياء بإيذاء مجموعة من الضعفاء لا يملكون حول ولا قوة للدفاع عن أنفسهم، ويقوم الأقوياء بالاستهزاء منهم وشتمهم والنظر بتعالي عليهم.
- التنمر المدرسي: هو من أشد أنواع التنمر انتشاراً اليوم، حيث يجتمع فئة من الطلاب ويتكاتلون على طالب واحد ويصفونه بعيب موجود فيه إن كان لقصر قامته أو ضرر ما في جسده أو قلة تحصيله الدراسي، أو وجود مشكلة ما في عينيه دفعته لاستخدام النظارة الطبية، ولكن هذه الألفاظ التي يطلقونها تترك في نفس الطفل الكثير من الجروح والأمراض التي لن تشفى مع مرور الزمن، كما أنه يفقد ثقته بنفسه ويبدأ بالنفور من شكله وشخصيته، ويبقى يشعر بنقص ما فيه أينما تواجد.
- التنمر الإلكتروني: في ظل انتشار التكنولوجيا والانفتاح الكبير على العالم انتشرت ظاهرة التنمر الإلكتروني والتي تعني السخرية من شخص ما ولكن على نطاق العالم أجمع، حيث يشغل هذا الشخص التريندات ويصبح حديث المواقع الأول ويأتي كل شخص يستغل هذا التنمر في سبيل الحصول على أعداد أكبر من المشاهدات والإعجابات مما يدفعه لصنع الفيديوهات والصور للمشاركة في هذا التنمر، ولكن هذا الفعل يترك في نفس المتنمر عليه الحقد والكره للمجتمعات كما أنه يدفعه للانطوائية وعدم الظهور للحياة من جديد.
- التنمر السياسي: وهو حكم القوي على الضعيف حيث تقوم دولة قوية بفرض سياستها وقمعها على دولة ضعيفة كما أنها تقوم بأخذ مواردها وخيراتها لنفسها، وتجعل من شعب هذه الدولة عمال عندها وتبدأ باستخدام كل سبل الإهانة والاستهزاء منهم.
- التنمر الخلقي: وهو التنمر المنتشر على مر العصور حيث يسخر الأشخاص الذين قد خلقهم الله يتمتعون ببشرة بيضاء من الأشخاص الذين قد خلقهم الله ببشرة سوداء، على الرغم من أن الله تعالى لم يميز بينهم أبداً بل إنه عاملهم على حد سواء وعلى الرغم من ذلك فإن البشر لم تكف ألسنتهم على مر العصور من السخرية منهم ورؤية النقص فيهم.
- التنمر اللفظي: وهو التنمر الذي يتم فيه استخدام الألفاظ السيئة والبذيئة تجاه شخص ما لا يمتلك القوة على الدفاع عن نفسه، وغالبًا تكون هذه الشتائم بداعي السخرية والمزاح.
- التنمر بسبب الغيرة: يعاني بعض الأشخاص من عقدة نقص داخلهم فهم يرفضون أن يتفوق عليهم أحد في أي مجال كان، مما يدفعهم للتنمر عليه وإخراج الإشاعات الوهمية عليه من أجل التقليل من شأنه وعادة ما يخرج هذا الفعل من القلوب التي تمتلئ كرهاً وبغضاء والتي لا تعرف الخير ولا المحبة أبداً.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن بر الوالدين
أسباب التنمر
- إن الفروقات الطبقية التي تعاني منها أغلب المجتمعات هي الدافع الأول للتنمر، سواءً كانت هذه الفروقات مادية أو علمية أو جمالية.
- نبذ فئة معين في المجتمع بسبب طائفتها أو دينها أو قناعتها أو حتى لونها يجعلها أكثر عرضة للتنمر من قبل باقي المجتمع.
- عدم اتخاذ أي تدابير قضائية في حق المتنمرين أو إجراءات قانونية من سجن أو غرامة مالية، بل إنهم متروكون على كامل حريتهم في إيذاء الآخرين.
- قلة الوعي المنتشر في مجتمعات اليوم، حيث لم يبقى أي رادع خلقي أو ديني عن إيذاء الآخرين أو تعريضهم للخطر.
- يظن الكثير من الناس أن المتنمر هو شخص جريء ولكن الحقيقة أنه شخص يتمتع بمستوى عالي من الوقاحة وعدم الاتزان والإحساس الدائم بالنقص والعجز مما يجعله يسخر من الآخرين ويقدم الإهانات لهم.
الأمور المترتبة على الشخص المتنمر عليه
يعاني الشخص الذي يتعرض إلى التنمر من الحزن والاكتئاب كما أنه يفقد ثقته بنفسه وبالآخرين وقد يعاني من اضطرابات نفسية يستصعب التخلص منها، لذلك يجب على كل إنسان معرفة عيوبه وتقبلها وعدم السماح لأحد باستغلاله والتحكم به بدافع السخرية والضحك.
كما أنه يتوجب عليه الدفاع عن نفسه إن استطاع ذلك ولكن إن لم يستطع فعليه عدم التأثر في كلام الناس وعدم السماح لنفسه بالتخبط بسبب هذا الكلام.
اقرأ أيضا موضوع تعبير عن الصدق والأمانة
الإسلام والتنمر
حث الإسلام دائماً على عدم السخرية من الآخرين واحترامهم وتقديم العون لهم، كما أن الله عز وجل أكد على عدم السخرية من الآخرين في القرآن الكريم فقد قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الحجرات * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات
إن الإسلام حذر من الغرور والتكبر لأن البشر متساوين ولا يحق لهم التكبر والتعالي على بعضهم فقد قال تعالى (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) الإسراء
لقد أكد رسول الله صلى عليه وسلم في أحاديثه الشريفة الطرق السليمة والصحيحة لتعامل المسلمين مع بعضهم فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ)
ولقد ورد عن رسول الله العديد من الأحاديث التي تؤكد ضرورة الالتزام بضبط النفس واللسان، كما أنه ورد عنه الحديث التالي الذي يؤكد أن دخول الجنة مرتبط باللسان فقد قال رسول الله (لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ ، ولا يدخلُ رجلٌ الجنةَ من لا يَأْمَنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ)
خاتمة
وأخيراً فإن التنمر من أسوء الأخلاق التي قد يصاب بها الناس وعلى الرغم من كثرة انتشارها ووجودها في مجتمعاتنا إلا أنها تبقى خلق بذيء غير مستحب، لذلك يجب الابتعاد عنه وتجنبه ومحاربة من يمارسونه من أجل التقليل من هذه الظاهرة في المجتمع.