إذا كنت قد تابعت الحبار القاطع عن كثب، فقد لاحظت بالتأكيد إحدى الظواهر الرائعة والغامضة التي يقوم بها هذا المخلوق البحري، فبالإضافة إلى قدرته الفذة على التمويه وتغيير لون جلده ليتناسب مع بيئته، يمتلك الحبار القاطع قدرة مدهشة أخرى تعرف بـ “التنويم المغناطيسي”.
هذه القدرة الفريدة تسمح للحبار بإيقاف حركة فرائسه وتوجيهها نحو فكيه القويين للاستفادة منها كطعام.
عندما يقترب الحبار القاطع من فريسته المحتملة، يبدأ في استخدام ألوانه الزاهية ونمط حركته العجيب للتخاطب معها.
يقوم الحبار بإطلاق نبضات من الضوء الساطع وتغيير ألوان بشكل سريع ومباغت، مما يسبب انبهار الفريسة ويشتت انتباهها.
تستخدم الحبار أيضًا أطرافه الطويلة والمتحركة لخلق حركات متقنة ومعقدة في الماء، مما يعزز سحره على الفريسة ويجذب انتباهها بشدة.
وبمجرد أن تكون الفريسة مركزة على الحبار القاطع، يبدأ هذا الأخير في استخدام التنويم المغناطيسي.
يعمل الحبار على إرسال سلسلة من الترددات الكهرومغناطيسية عبر جسمه، والتي تتأثر بالأجزاء الحساسة لدماغ الفريسة.
تؤدي هذه الإشارات المغناطيسية إلى إحداث تأثير مهدئ على الفريسة، مما يجعلها تفقد التركيز وتصبح عرضة للتحكم من قبل الحبار.
ثم يبدأ الحبار بتحريك أذرعه القوية بطريقة تشبه الراقص المحترف. يستخدم الأذرع لتوجيه حركة الفريسة، وببطء يقربها نحو فكيه القويين.
تحاول الفريسة الهروب والتصدي لهذا التأثير الساحر، ولكنها تجد نفسها مضطرة للتحرك بالاتجاه الذي يريده الحبار.
يتحكم الحبار في حركة الفريسة ويجبرها على الاقتراب أكثر فأكثر من فكيه المفتوحين والمستعدين لالتهامها.
وعندما يكون الوقت مناسبًا، ينقض الحبار القاطع بسرعة ويتمكن من التقاط الفريسة بأذرعه الممتدة بشكل ساحر.
وبهذا ينجح الحبار في تحقيق هدفه النهائي وهو اقتناص وجبة لذيذة، وعندما يشعر الحبار بالأمان، يقوم بتناول فريسته والاستمتاع بالطعم الشهي للحومها.
شاهد فيديو الحيوان البحري الغامض في هذا الكوكب الأزرق.